هاشتاغ_ ايفين دوبا
تتصاعد التحركات على جبهات عدة بشأن مصير بلدة عين عيسى التي تعد العاصمة الإدارية، لما يسمى قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في محافظة الرقة شمال شرقي سورية، منذ سيطرتهم عليها بدعم من التحالف الدولي عام 2015، حيث شهدت البلدة الاستراتيجة خلال الأسبوعين الماضيين العديد من الأحداث والتطورات.
وآخر هذه التطورات، ما تداولته وسائل إعلامية، حول أخبار عن قرب الإعلان عن اتفاقا ما في عين عيسى، في ريف الرقة الشمالي، وعودته للجيش السوري، في وقت قريب جدا.
وفي السياق، قال عضو لجنة المصالحة، عمر رحمون، في تصريح خاص ل”هاشتاغ”، إن
الاتفاق في عين عيسى لا يزال غامضا، بمعنى آخر لم يتم الإعلان عنه بشكل رسميا حتى اليوم.
وبحسب معلومات أفصح عنها رحمون، فقد تم الاتفاق بين “قسد” وروسيا على تسليم عين عيسى للجيش السوري.
هذا الاتفاق، بدأت مؤشراته، كما يقول رحمون، من نقاط عدة، أهمها، بدء “قسد” نقل معداته وإخلاء الرحبة العسكرية فيها، تمهيدا لتسليمها للجيش السوري، كما عملت الدوريات العسكرية الروسية على فتح طريق الاتستراد الدولي “m4” والممتد من عين عيسى إلى تل تمر؛ حيث كان من المقرر للقوات التركية أن تبدأ عدوانها وهجومها من هذه النقطة تحديدا.
وقال عضو لجنة المصالة، إن فتح الطريق الدولي “m4” يدل على مؤشرات عدة، أهمها، اولا، إن اتفاقا قد حصل يقضي على تسليم عين عيسى للجيش السوري تفاديا للاجتياح التركي.
ثانيا، ومنذ ما يقارب العشرة أيام، تم تداول أخبار تسليم “قسد” لعين عيسى، وهي لم تنفي الأمر، ما يعني أن موضوع التسليم أصبح أمرا واقعا.
أما المؤشر الثالث، الذي يدل على صحة المعلومات المتداولة حول اتفاق عين عيسى، كما يقول رحمون، يتعلق بعلامات وبوادر التسليم؛ حيث قامت “قسد” بإفراغ المنطقة من جميع الأوراق الرسمية والرحبة العسكرية بالكامل ما يعني وجود اتفاق ما.
أما أهم أسباب هذا التكتم من قبل “قسد”، فيقول رحمون:” تعد عين عيسى بالنسبة إلى قسد العاصمة الإدارية لشرق الفرات، وبالتالي من الممكن أن تكون محرجة أمام جمهورها لتسليم عاصمتها”.
كما أن عين عيسى، تقع على الطريق الدولي الذي يعد همزة وصل لكل المناطق شرق الفرات، وتتخذ مدينة عين عيسى أهمية حيوية نظراً لموقعها الاستراتيجي على الطريق الدولي (الحسكة- الرقة- حلب) المعروف باسم (M4) الرابط بين شرق سورية وغيرها.
كما أن خسارة “قسد” لهذا الطريق تعني خسارته للمدينة، وبالتالي خسارة شريان حيويّ مهمّ، وقطع لطريق الإمداد عن مدينتي عين العرب (كوباني) ومنبج بريف حلب، وعزلها عن الرقة ومحافظة الحسكة، وتقطيع كامل لما يسمى (إدارة الأقاليم) التي يديرها “قسد”، وبالتالي تسليمها يعني خسارة كل تلك الميزات الجغرافية.
ويضيف رحمون:” هذا التعتيم الذي تصر عليه قسد ربما يكون لحفظ ماء وجهها، وأعتقد أن اليوم، الأحد، سيتم الإعلان عن اول بوادر هذا الاتفاق”.
أما بالنسبة لأهمية عين عيسى للجيش السوري، يقول رحمون:” في حال استرد الجيش السوري عين عيسى فهي خطوة أولى، وورقة قوية يمتلكها في شرق الفرات حيث القمح والنفط، وأول خطة قدم للجيش السوري في الشرق”.
كما أن سيطرة الجيش السوري على عين عيسى، تعني أن الدولة السورية أمسكت بكل خيوط اللعبة شرق الفرات، وبدل من ضغط الأكراد هناك، ستكون الدولة السورية هي المتحكمة بكل الأمور في تلك المنطقة.
ويضيف رحمون:” إلى جانب عين عيسى يقع اللواء 93 وهو من أهم الألوية للجيش السوري، وهو موجود بكل قواته، وعودة عين عيسى للجيش السوري، تعني تعزيز القوة العسكرية في اللواء، وبالتالي منع الإحتلال التركي بشكل مطلق من الاقتراب إلى تلك المنطقة”.
ويؤكد رحمون، أنه باستلام الجيش السوري عين عيسى يعني ضبط الحدود مع تركيا، حيث تبعد عين عيسى عن الحدود التركية ما يقارب 30 كيلو متر، وبالتالي يصبح مع الجيش السوري ورقة قوة مهمة.
ويختم رحمون، لا أتوقع أن المفاوضات التي أجرتها روسيا مع “قسد” كان وراءها مقابل؛ حيث إن احتلالا تركيا كان وشيكا على عين عيسى، ووجدت “قسد” مع المفاوضات مع روسيا، وتسليم عين عيسى للجيش السوري، فرصة لإبعاد شبح الإحتلال التركي بشكل كامل.