شهدت مناطق عدة بريف مدينة دير الزور خلال الأيام الأخيرة، حالة من الفوضى واحتجاجات على خلفية مقتل فتاتين بظروف غامضة، وجهت فيها التهم إلى مجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية.
وأدانت قوات سوريا الديمقراطية في بيان، الأحد الماضي، جريمة مقتل الفتاتين، وأعلنت فتح تحقيق شامل لمعرفة ملابسات الجريمة، ومحاسبة المجرمين.
وتتزايد حدة التوترات شمال سوريا، وتزيد “قسد” من حملة اعتقالاتها.
واعتقلت نقطة تفتيش تابعة لـ” قسد” ظهر أمس الاثنين، نائب رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية، وشيخ عشيرة البوخطاب، حسناوي الجدوع، خلال وجوده داخل كراج الحجز في مدينة الحسكة، تزامناً مع إصدارها مذكرات اعتقال بحق عددٍ من شيوخ العشائر ووجهائها في محافظة الحسكة.
وتأتي عملية الاعتقال، بعد يومين من إفراج “قسد” عن كل من الشيخ ميزر المسلط، من قبيلة الجبور، وفخري البتورة شيخ قبيلة الدليم، بعد اعتقالهما لنحو أربعة أيام، إثر مشاركتهما في تجمع عشائري في قرية خويلد، بالريف الشرقي بالحسكة، ضد الوجود الأميركي والتركي غير الشرعي على الأراضي السورية.
وتحدثت وسائل إعلامية بأنّ ” قسد” أصدرت مذكرة اعتقال بحق رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية، وشيخ مشايخ قبيلة طي، الشيخ ضاري محمد الفارس، بتهمة تحريض العشائر ضد “قسد”، وتهديد الأمن والسلم في المنطقة.
وبيّنت قناة الميادين أنّ ” قبيلة طي أرسلت تحذيرات إلى قيادة قسد بأن أي مساس بشيوخ القبيلة ووجهائها، سيؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها”.
وحسب المصادر، فإنّ “قسد” تحاول من خلال هذه الاعتقالات والتهديد باعتقال آخرين، إسكات كل الأصوات العشائرية المناهضة لها، والداعية إلى إطلاق مقاومة شعبية ضد الوجود الأميركي وطرده من المنطقة”، ولم تستبعد المصادر، أنّ “عمليات الاعتقال تتمّ بتوجيهات من الأميركيين، خاصّةً بعد فشلهم في عقد مؤتمر للعشائر في مدينة الحسكة منذ نحو شهر”.
وذكرت المصادر أنه من الواضح أنّ قيادة “قسد” تريد من خلال الاعتقالات الأخيرة، بحق شيوخ ووجهاء العشائر، قمع أيّ صوت مناهض لها وللوجود الأميركي في المنطقة، لمنع تأسيس أي لبنة لمقاومة شعبيّة ضدّ الأميركيين.
وكان “مجلس القبائل والعشائر السورية في محافظة الحسكة” قد أصدر عدة بيانات، دعا فيها إلى إطلاق مقاومة شعبية ضد القوات الأميركية، مع دعوة أبناء العشائر المنتمين إلى “قسد” إلقاء سلاحهم، وتسوية أوضاعهم.
وبالأمس، التقى قائد قوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، أمس الاثنين، بوفد من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور، برئاسة الشيخ حاجم البشير شيخ عشيرة البكارة في الحسكة، شمال شرقي سوريا.