قال مدير الزراعة في محافظة الحسكة، سعيد حجي إن 74 فلاح من تل حميس ممن استلموا البذار الأمريكية غير الصالحة للزراعة.
هاشتاغ-خاص
قاموا بزرعها في أراضيهم فعلاً، رغم ثبوت إصابتها بمرض “نيماتودا” بالرغم من الحملة الإعلامية التي قامت بها وزارة الزراعة مؤخراً، والتي نبّهت من خلالها الفلاحين إلى خطورة زراعتها وضرورة تجنّبها.
وكشف حجي في تصريح خاص لـ”هاشتاغ” إن البذور المصابة بـ”نيناتودا” هي تركية المنشأ، وتمّ توزيعها من قبل الاحتلال الأمريكي على مناطق عدة في الحسكة، مضيفاً أنه “تمّ إدخال البذار من الشمال العراقي إلى سورية تحت عيون الاحتلال الأمريكي وبأوامر منه” وتمّ تقدير الكمية بحوالي 3 آلاف طن، تمّ توزيع قسم منها على 74 فلاح في منطقة تل حميس بمقدار 2 ونصف طن لكل مزارع.
ويشير ججي، إلى أنّه تمّ اكتشاف الأمر “بجهود شخصية” في المحافظة، وتمّ أخذ عينة من البذور لتحليلها في مخابر الوزارة، ليتبيّن أنّ كل كيلو غرام واحد يضمّ 30 حبة من حشرة “النيماتودا”، في حين ترفض مخابر الوزارة أيّ كميّة بذار تضم 3 حبات من النيماتودا وتحوّلها للطحن مباشرةً.
الـ74 فلاح الذين تورّطوا بزراعة البذور غير الصالحة، لا تستطيع مديرية الزراعة مساعدتهم في الوقت الحالي كما يقول حجي “كون أراضيهم خارج
سيطرة الجيش السوري”، لكنّ حالهم دفع إلى تنبيه بقية المزارعين في المحافظة، والذين يطالبون بإجراء فحص دوري ومستمر لأيّ نوع بذار قبل زرعه في أراضيهم للتحقّق من سلامته”.
وأشار ججي، إلى أنّ نسبة النيماتودا الموجودة في البذور الأمريكية (تركية المنشأ) تشكّل وباءً قد ينتشر إلى جميع الأراضي المحيطة بها، مؤكّداً أنّ الإنتاج في الموسم الأول سيكون ضعيفاً جداً والتربة ستكون غير منتجة لمدة أربع مواسم متتالية، إلّا في حال عادت الأراضي لسيطرة الجيش السوري و”تمكّنا من فلاحة الأراضي كلها بسرعة”، كما يقول ججي.
وكانت السفارة الأمريكية في سورية أعلنت أواخر الشهر الماضي، عبر صفحتها على “فيسبوك” تقديم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ما يقارب “3000 طن من بذور القمح العالية الجودة للمزارعين شمال شرقي سورية مع بدء موسم زراعة القمح”.
وقالت السفارة الأمريكية في منشورها: “يعتبر القمح العمود الفقري لقطّاع الزراعة في سورية، ستدعم هذه البذور مئات المزارعين لإنتاج ما يقارب 32.000 طن من القمح العام المقبل، ما يضمن حصول السوريين على الدقيق والخبز ومنتجات القمح الأخرى لإطعام أسرهم ومنع المزيد من الأزمات الاقتصادية”!.
(والنيماتودا) هي ديدان أسطوانية مجهرية متطفلة على جذور المزروعات وتؤدي لفقدان كامل للمحصول، وتتسبب هذه الديدان في ظهور عقد أو أورام على مستوى جذور النباتات المصابة، وبذلك تُشل عملية امتصاص الماء والعناصر الغذائية الأساسية وهي قادرة على البقاء في التربة لأكثر من عامين على شكل أكياس بيض جدا محمية.