أثار خبرٌ نقلته قناة الإخبارية السورية وصحيفة تشرين الحكوميتان وصفتا خلاله اللاجئين السوريين في تركيا بـ”مرتزقة أردوغان”، استياءً واسعاً في صفوف السوريين، وخاصةً في أوساط الصحفيين السوريين .
وكانت الإخبارية السورية قالت أمس نقلاً عما سمتها “مصادرها في أنقرة” أن استنفاراً أمنياً كبيراً في أنقرة بعد قيام المئات من الشبان الأتراك بالهجوم على مجموعة ممن سمتهم “مرتزقة أردوغان من حملة الجنسية السورية وعائلاتهم”، وتكسيرهم لمحلاتهم وبيوتهم وسياراتهم في العاصمة التركية، وذلك رداً على مقتل شاب تركي على يد أحدهم اليوم بعد نشوب خلاف بينهم.
الخبر لقي استهجاناً واسعاً بسبب وصف اللاجئين السوريين بالمرتزقة دون تمييز أولاً، ولأنه حمّلهم مسؤولية الاعتداءات التي طالتهم من قبل الأتراك دون التطرق للأسباب الحقيقية وراء اشتعال الأحداث.
القصة الحقيقية للأحداث رواها الصحفي محمود عبد اللطيف، حيث كتب منشوراً في صفحته الشخصية على “فيسبوك”: تقول الحكاية إن شاباً تركياً تحرش بسيدة سورية تقيم في بلاده، وجاءت عملية التحرش أمام زوجها السوري ، فما كان من السوري إلا أن دخل في مشاجرة مع التركي أفضت لمقتل الأخير”
يضيف محمود: ولعمري إن فعله فيه من الكبرياء والفخر ما فيه، فكيف يقبل أن يهان وتمس كرامة زوجته أمام عينيه متسائلاً: لو كنت مكانه ما كنت ستفعل..؟
ويوضح عبد اللطيف “أشعلت هذه الحادثة الشوارع التركية التي لم تكن تعرف حقيقة الأمر، أو إن القوى السياسية المعارضة لأردوغان ممن نحتفي بهم كلما شتموه، قامت بتحريك الشارع ضد السوريين لتستخدم ورقة اللاجئين مرة أخرى ضد رئيسهم”.
ويتابع الصحفي عبد اللطيف “كل ما سبق مفهوم بالنسبة لي، لكن أن يتحول جهابذة الإعلام الرسمي في البلاد لوصف السوريين المقيمين في تركيا بـ “مرتزقة أردوغان من حملة الجنسية السورية”، فهذا عارٌ ما بعده عار على المهنة، وعلى كل سوري
الصحفي صدام حسين كتب من جانبه منشوراً تمنى فيه توقف خطاب الكراهية، قائلاً: “يا ريت يتوقف خطاب الكراهية ضد السوريين بوسائل الإعلام السورية بعهد الوزير الجديد، إذ لا يعقل وصف لاجئين سوريين بأنهم مرتزقة حتى لو كانوا معارضين، وعلى فكرة في بينهم مؤيدين (مع العلم إنو كانت العلاقة طيبة مع أردوغان يوماً ما).
أما الصحفي محمد سليمان فاقترح هو الآخر تصميم درع لـ”قلة المهنية” إشارةً إلى وسائل الإعلام الحكومية التي نشرت الخبر، الصحفيين، حيث قال:
“شباب تعوا نجمع حالنا كل الصحفيين بالبلد ونعمل درع تكريم تحت اسم “قلة المهنية” وكل سنة نهديهون ياه حرام هي العقول تندفن والناس مو مجرصتها والله” على حد قوله.
كريم طيبي كتب تعليقاً على ما نشرته كلاً من الإخبارية السورية و”تشرين” بالقول: ” وسيلة إعلام وطنية تصف ولاد بلدها بالمرتزقة!!” مضيفاَ في منشور له على “فيسبوك”: “إن كان مخطئ أو على صواب .. ونحنا منعرف كتير ناس طلعت على تركيا لأن تدمرت بيوتها وهربت من الحرب وبدا تلاقي لقمة عيشها”.
وتابع طيبي “مرتزقة أردوغان .. مرتزقة ميركل.. ومع الأيام بيطلع معكم كل شي للأسف” وختم منشوره بالقول “لا تفقهون ولا حتى بجزء بسيط من الإعلام”.