هاشتاغ- نور قاسم
تتسارع الخطى الحكومية للنحو تجاه الأتمتة والدفع الإلكتروني، وأصبحت المحاولات لحصر التعاملات كافة والتسديد عبر الحسابات البنكية. في وقت عد خبير اقتصادي بأن الحكومة تسرعت كثيراً في قراراتها هذه لانعدام الدخل ناهيك عن عدم توفر التقنيات الحديثة للمصارف في هذه المرحلة لاستيعاب فتح الحسابات لكل السوريين.
ومن المعلوم أن “النسبة العظمى من السوريين ليس لديهم حسابات بنكية لأن رواتبهم لا تكفي طيلة الشهر ولا تساعدهم على فتح حساب بنكي”.
على سبيل المثال مؤخراً صدر قرار من وزارة التعليم العالي عطفاً على قرار رئاسة مجلس الوزراء رقم /1109/ بتاريخ 9/7/2023 بحصر استيفاء الرسوم من الطلاب في الجامعات الحكومية والخاصة من خلال حسابات مصرفية بدءاً من العام الدراسي الحالي، ناهيك عن حصر تسديد كل ما يخص التعاملات في وزارة النقل من ترسيم وترخيص وغيرها عبر الدفع الإلكتروني أيضاً بفتح حساب بنكي.
ودعت الوزارة المراجعين عبر صفحتها الرسمية بضرورة فتح حسابات بنكية لإتمام الإجراءات بسهولة دون الحاجة لتدخل الوسطاء وقبض العمولات لقاء هذا الإجراء. في حين أن صاحب المعاملة نفسه يمكن التسديد بكبسة زر من جهازه المحمول في حال امتلاكه لحساب بنكي.
صعوبات لفتح الحساب..
في الطرف المقابل، يعاني العديد من الطلاب الجامعيين وغيرهم من الذين يحاولون فتح حساب في المصارف من ساعات الانتظار الطويلة والتي قد تتجاوز الأربع ساعات في سبيل فتح الحساب.
خبير الاقتصاد الأستاذ في جامعة دمشق الدكتور علي كنعان بيّن ل”هاشتاغ” أن أبرز أسباب صعوبة فتح الحسابات في البنوك السورية والاستغراق لساعات طويلة، في المقام الأول العامل التقني، فالمحولة الوطنية السورية غير قادرة على استيعاب كل السوريين وإنما فقط يمكنها استيعاب لغاية سبعة ملايين حساب، وأما السبب الآخر فهو النقص في عدد الموظفين.
تسرع في القرارات..
وأشار كنعان إلى أن الحكومة السورية تسرعت في القرارات المعنية بحصر كل شيء عبر الدفع الإلكتروني لعدم وجود الإمكانات الكافية وخاصةً في المرحلة الحالية، فلكي يتمكن المواطن من فتح الحساب يجب أن يكون دَخله عالياً ليستفيد البنك أيضاً من الإيداعات، لافتاً إلى أنه في أوروبا على سبيل المثال الجميع لديهم حسابات بنكية لأنهم لا يصرفون دخولهم خلال شهر واحد وإنما يبقى منه ما يفيض لذلك يوجد جدوى اقتصادية من فتح الحسابات لهم وتوطينها في البنوك.
ورأى كنعان بأن الحكومة استعجلت كثيراً في قراراتها المتتالية لحصر كل شيء عبر الدفع الالكتروني في حين أن المستطاع أقل بكثير من إمكانية إنجاز هذا الأمر.
تحمل البنوك للأعباء..
وأشار كنعان إلى أن البنوك تحمل أعباء كثيرة بسبب النحو المتسارع نحو الدفع الالكتروني، فمن ناحية تجد لديها الكثير من الحسابات ولكن دون وجود أي موارد لأن الذي يفتح حسابه على سبيل المثال مجرد طالب جامعي ويستخدم الحساب لمرة واحد في السنة لتسديد قسطه الجامعي المقدر ببضعة آلاف الليرات فقط على سبيل المثال، فتجد المصارف لديها آلاف الحسابات ولكن دون جدوى حقيقية.
ولفت كنعان إلى أن فتح الحسابات البنكية بشكل كبير يحتاج إلى استمرار دوران العجلة الاقتصادية، قوة الانتاج والتصدير والاستثمار.
بهدف التسهيلات..
مدير النقل بدمشق المهندس ثائر رنجوس قال ل”هاشتاغ” إن القرارات الحكومية بخصوص حصر المعاملات كافة بالدفع الالكتروني جاءت بهدف تقديم التسهيلات لجميع الناس، ولاسيما أنه يمكن لجميع مالكي المركبات إنجاز تسديد معاملاتهم عبر الدفع الالكتروني سواء للفراغ أو الترسيم أو تجديد التراخيص أو أي معاملة.
وبيّن رنجوس أن التأخر في تسديد معاملة تجديد الترخيص للمركبة يمكن أن تصل إلى غرامة مقدرة بمليون ليرة، مشيراً إلى أن الدفع الالكتروني يعد إجراءً سهلاً وسريعاً لتفادي الوقوع في أي غرامة.
مساومة وعمولات..
ولكن في الطرف المقابل يوجد الكثير من السماسرة الذين يستغلون عدم امتلاك مالك السيارة لحساب بنكي، فيساومونه لقاء التسديد له مقابل عمولة معينة، ويحدد سعر العمولة بالاتفاق بين الوسيط وصاحب المعاملة.
مدير النقل في ريف دمشق المهندس عمر خراطة بيّن ل”هاشتاغ” أنه من الضروري على كل من يملك سيارة بفتح حساب بنكي له لكي يتمكن من تسديد أي إجراء دون تدخل أي وسيط.
ولفت “خراطة” إلى أن الوسطاء لا علاقة لوزارة النقل بهم وإنما يستغلون معرفة عدم وجود حساب بنكي للعميل ليعرضوا عليه خدماتهم لقاء عمولة معينة.
ويذكر أن وزارة النقل طلبت من المراجعين في بيان عبر صفحتها الرسمية في الفيسبوك لفتح حساب بنكي وتفعيله إلكترونياً في أحد بنوك (التجاري السوري- العقاري – بيمو – البركة – بنك سورية الدولي الإسلامي – بنك الشام – بنك سورية والمهجر – البنك العربي – بنك سورية والخليج – المصرف الدولي للتجارة والتمويل – بنك بيبلوس فرع سورية)، أو من خلال زيارة مراكز سيريتل أو إم تي إن، وفتح حساب نقدي وتفعيله إلكترونياً لإجراء المعاملات الإلكترونية، والاستفادة من كل الخدمات المتاحة عبره.