توقع مختصون ومحللون نفطيون استمرار تقلب أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعدما اختتم الأسبوع الماضي على أول خسارة أسبوعية منذ نيسان الماضي، بسبب المخاوف على الطلب وتسارع وتيرة الإصابات بفيروس كورونا مجدداً وتداعياتها الواسعة على الاقتصاد العالمي
توقع مختصون ومحللون نفطيون استمرار تقلب أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعدما اختتم الأسبوع الماضي على أول خسارة أسبوعية منذ نيسان الماضي، بسبب المخاوف على الطلب وتسارع وتيرة الإصابات بفيروس كورونا مجدداً وتداعياتها الواسعة على الاقتصاد العالمي.
وتتلقى الأسعار دعما من اتفاق خفض الإنتاج، الذي تنفذه مجموعة “أوبك+”، ويقول مختصون إن اجتماع لجنة مراقبة خفض الإنتاج في تحالف “أوبك+” الذي سيعقد الخميس المقبل، سيعمل على دعم استقرار السوق من خلال مناقشة تخفيضات الإنتاج القياسية الحالية ومعرفة كيفية قيام الدول المنتجة، التي لم تحقق مستوى مطابقة جيداً في الفترة الماضية، بتعويض الحصص الإنتاجية المتأخرة لافتين إلى أن اجتماع اللجنة على الأرجح لن يتخذ أي قرارات بشأن الخفض الجماعي، الذي تم تمديده للتو حتى نهاية تموز.
وأكد العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أي” الدولية لخدمات الطاقة، أنه على الأرجح ستهيمن تقلبات الأسعار على السوق خلال الأسبوع الجاري بعد خسارة نحو 8% في الأسبوع الماضي وتسجيل أول تراجع منذ نيسان الماضي، مشيراً إلى أن السوق تتلقى دعماً جيداً في الأساس من اتفاق “أوبك+” على تمديد التخفيضات القياسية للإنتاج البالغة 9.7 مليون برميل يومياً لمدة شهر واحد حتى نهاية تموز المقبل.
وأوضح أن المرحلة المقبلة تتطلب من جميع المنتجين تحقيق مستوى عال من الانضباط والالتزام لتجاوز المرحلة الصعبة الحالية الناجمة عن التداعيات الواسعة لجائحة كورونا على الاقتصاد العالمي، لافتاً إلى ضرورة التزام جميع الدول المنتجة بالاتفاقية بنسبة مطابقة لا تقل 100% وتنفيذ حصص خفض الإنتاج بدقة وتعويض الفترة السابقة، التي شهدت عدم الامتثال وضمان إجراء التخفيضات بكفاءة أعلى، خاصة في الأشهر الثلاثة المقبلة تموز وآب وأيلول.
من جانبه، أشار مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية، أن أبرز التطورات الإيجابية في السوق هي تعهد العراق بعلاج ضعف الامتثال السابق وتحقيق مستوى أفضل في الفترة المقبلة، وهو تعهد مهم، نظراً لكونه صادراً عن ثاني أكبر منتج في “أوبك”.
فيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، لم يطرأ تغير كبير على النفط الخام يوم الجمعة، إذ سجل أول خسارة أسبوعية منذ نيسان، بعد أن ارتفع عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، ما يذكي مخاوف من أن تضر موجة ثانية من الفيروس بالطلب على النفط.
وجرت تسوية “برنت” عند 38.73 دولار للبرميل، بارتفاع 18 سنت، في حين جرت تسوية خام “غرب تكساس الوسيط” عند 36.26 دولار للبرميل بانخفاض 8 سنت، وسجل الخامان القياسيان كلاهما انخفاضاً أسبوعياً بنحو 8%، وهو الأول بعد ستة أسابيع من المكاسب، التي رفعت الأسعار من المستويات المتدنية التي بلغتها في نيسان.
وتوقفت مسيرة الصعود بفعل مخاوف من أن جائحة فيروس كورونا قد تكون بعيدة عن الزوال، وذلك في الوقت الذي سجل فيه نحو ست ولايات أمريكية قفزات في أعداد حالات الإصابة الجديدة.
ويذكر أن الجائحة تسببت في خسائر كبيرة في صناعة النفط والغاز ككل، وأن الانهيار في الطلب على الطاقة في جميع أنحاء العالم يعد التحدي الأكبر أمام المنتجين في الوقت الحالي، خاصة مع ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية إلى مستوى قياسي، وهو ما جعل مجلس الاحتياطي الاتحادي يتوقع طريقاً طويلاً لتعافي الاقتصاد العالمي، خاصة في الاقتصاد الأمريكي.
فقد ارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي عند 538.1 مليون برميل، إذ تدفقت واردات رخيصة من السعودية على البلاد، وجاءت الزيادة على الرغم من خفض منتجين أمريكيين ومنظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها الإمدادات.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات النفط إن عدد حفارات النفط الأمريكية العاملة، وهو مؤشر على الإمداد المستقبلي، هبط بواقع سبعة إلى 199 هذا الأسبوع.