يشكو أصحاب أراضي زراعية في المنطقة الشمالية الشرقية التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية (قسد)” بدعم أمريكي، من قلة التعويضات التي يقدمها “التحالف الأمريكي” لهم مقابل احتلاله لأراضيهم التي أنشأ فيها قواعد عسكرية.
واتهم الأهالي “قسد” بسرقة جزء من هذه التعويضات الشحيحة أصلاً .
ووضعت قوات “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا يدها على 180 دونمًا (18 هكتارًا) من أرض أحد سكان بلدة رميلان في محافظة الحسكة، وذلك بعد أن اتفق “التحالف” مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المسيطرة على المنطقة، على أن يدفع لها مبلغًا قدره 400 ألف ليرة سورية (124 دولارًا أمريكيًا) مقابل استخدام الأرض لأغراض عسكرية.
وقال صاحب الأرض لموقع معارض إنه “كتعويض للهكتار الواحد فهذا المبلغ لا يساوي شيئًا، ولا يتناسب مع ما تنتجه الأرض فعليًا”، فالهكتار في هذه المنطقة الخصبة وذات معدل الهطول الجيد ينتج نحو أربعة أطنان من القمح، أي ما قيمته نحو أربعة ملايين و600 ألف ليرة سورية (1446 دولارًا) وفق الأسعار التي حددتها “الإدارة الذاتية” للعام الحالي، وهي 1150 ليرة للكيلوغرام الواحد من القمح.
ولم يستبعد صاحب الأرض قيام “قسد” بـ”سرقة التعويضات” التي تُمنح للمزارعين من قبل “التحالف الدولي”، لأنها ترفض أن يكون هناك ممثل عنهم يلتقي مع أحد مسؤولي “التحالف”، مع إصرارها على أن يكون تحديد التعويضات ودفعها عن طريقها فقط ومن خلال شركة “تطوير المجتمع الزراعي” في رميلان التابعة لـ”قسد”.
كما أن “قسد” لم تكتفِ بدفع تعويضات “ضعيفة للمزارعين” بل خفضت من المساحات المستحقة لذلك، على حد قول صاحب الأرض.
وطالب عدد من أصحاب الأراضي الزراعية في المنطقة “قسد” بدفع تعويضات عادلة تتناسب مع الأضرار التي لحقت بهم جراء سيطرة القوات الأمريكية على أراضيهم وتحويلها إلى قاعدة عسكرية.
وقال محامي أحد الوكلاء المتضررين، إن القوات الأمريكية عمدت منذ مطلع العام الحالي إلى توسعة قاعدتها العسكرية الواقعة جنوب شرقي مدينة رميلان بنحو 12 كيلومترًا، والتي كانت سابقًا عبارة عن مطار زراعي.
وسيطرت القوات الأمريكية بذلك على معظم الأرضي الزراعية المجاورة لها، واعتبرتها حرمًا للقاعدة والمطار الذي تم تجهيزه داخلها، ومنعت أصحابها من زراعتها بحجة “أنها منطقة عسكرية يمنع الاقتراب منها”، وفق ما قاله المحامي.
وأخبرت “قسد” أصحاب الأراضي أنه سيتم تعويضهم في العام الحالي عن كل هكتار بمبلغ 400 ألف ليرة سنويًا (126 دولارًا)، الأمر الذي يرفضه أصحاب الأراضي، حسب المحامي.
وجرى تعويض أحد أصحاب الأراضي الزراعية عن عشرة هكتارات فقط من أصل 23 هكتارًا احتلتها القوات الأمريكية وضمتها إلى حرم قاعدتها العسكرية في رميلان، وفق ما قاله صاحب الأرض، وأوضح أن المبلغ الذي حصل عليه هو 200 ألف ليرة فقط (16 دولارًا) عن كل هكتار.
وبحسب الموقع ، فإن ملكية المساحات التي جرى الاستيلاء عليها تعود لآل الجفال، وآل الفرحان، وآل العميان، ويبلغ مجموعها نحو 130 هكتارًا.
وتضم محافظة الحسكة 19 موقعًا عسكريًا لـ”التحالف الدولي” موزعة على مناطق متفرقة بالقرب من حقول النفط في الشدادي، ورميلان، والمالكية، واليعربية، وضمن مدينة الحسكة، وفي ريف القامشلي الغربي ومنطقة تل تمر.