الإدارة ب”الأمل”:
هاشتاغ- رأي- محمد محمود هرشو
يُعرف الأمل بأنه شعور عاطفي يتفاءل به الإنسان، ويرجو منه نتائج إيجابية لحوادث الدهر أو تقلباته، حتى وإن كانت تلك النتائج الإيجابية صعبة أو مستحيلة الحدوث .
كثيراً ما عصفت بنا كمنتمين لهذه البلاد ملمّات الدهر خلال العقد الأخير، حينها و كإيمان داخلي أصبحت أردد عبارة “في أمل” حتى باتت الجملة ملتصقة بي وتحولت إلى مصدر للنقد من قبل المقربين الذين أصرّوا على ضرورة تغيير موقفي من “في أمل” والاقتناع بأنه “مافي أمل” .
بالطبع لم يأتِني الأمل من “التأمل” أو التنظير حول النصر، أو من مبدأ (خلصت وفشلت) الذي انتهجته الحكومات وغالبية المسؤولين، لكن الأمل كان ممزوجاً بالعمل، كنت ولازلت على يقين أن الشخص الذي يخطط لأي “أمل” لابد له من الوصول، لكن مع الأسف فإن المؤمنين بهذا الأمل في بلادي معدودين على مستوى الشأن العام، كما أنهم ليسوا كثيرين على مستوى العاملين بالشأن الخاص، والأدلة كثيرة ونراها يومياً، والمثال الأول نجده في من أنقذوا البلاد من السقوط في حافة الهاوية، والثاني هم من أطالوا في عمر الأزمة.
الأمل ليس تمنياً، إنما عمل جاد مخطط له بدقة وبسيناريوهات عدة، ونسبة الخطأ أو الفشل فيها غير واردة. وهذا ما نلمسه في خطوات رئيس الجمهورية وآلية تعاطيه مع الملفات التي يديرها على اختلافها وتنوعها وتشعبها، حتى ظهر الشعار للعلن حين إطلاق حملته الانتخابية “الأمل بالعمل”، فهو اختصر نهجاً عمل به، وأظهره للعلن لكي يلتف حوله أشخاص من هذا النوع ويكونوا عوناً له خلال الأيام القادمة، رافضاً فِرَقَ “التأمل” بدل الأمل التي أصبحت عبئاً على البلاد.
فإذا أيقنّا أن الأمل هو “رجاء” فإن لهذا الأمل نوعان؛ الأول إيجابي وملهم يتضمن التخطيط والتفكير،حيث اعتبر الرومان والإغريق “الرجاء” آلهة، أي اعتبروه الملاذ الأخير الذي يحتاجه الإنسان، أما النوع الثاني فهو سلبي (وهو السائد في بلادي) حيث يقتصر على الطلب والتمني، فكثيراً ما قابلت مسؤولين قياديين كانت أمانيهم بعيدة كل البعد عن الواقع، ولا يملكون المخططات أو المقومات اللازمة لتلك الأمنيات، حتى باتوا منفصلين عن الواقع، وتحولوا إلى منظّرين، مطلقين لمبادرات وشعارات هي بالأساس غير واقعية، لكنهم في الحقيقة غير مهتمين إلا لاحتياجاتهم الشخصية ومصالحهم الضيقة البعيدة كل البعد عن الوطنية.
مع الأسف إن هؤلاء “المتأملين” شئنا أم أبينا هم جزءٌ من فريق أصحاب “الأمل” الحقيقيين، فأصبحوا عبئاً على “الأمل” وأصحابه ومُعيقين في الوصول إليه، وهكذا نحن “نجرب” فِرقاً وسياساتهم بين متأملين وأصحاب “أمل” لعلنا نصل يوماً الى أمل ينتصر فيه ولا يخيب كل من أيقن أنه “في أمل” .
زجل
يا يائساً بالهم والبلاء تذكر.. أن الأمل بالحياة هو المقدر
جدل
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، وما أكثر المتسولين على أرصفته، وما أجمل الحياة بواقعها المؤلم حين وجود بقعة الأمل لتكلّل نهاية مشوار كدّ العمل .
غزل
لا يوجد أكثر من الأنثى مصدراً للشعور بالأمل، فهي ترسم في مخيلتها القريبة والبعيدة دائرة شعور خاصة بها، وتكون ردات فعلها بناءً على تلك المخيلة، فتغضب وتتمرد وتحب وتكره وفق آمالها وأحلامها .