هاشتاغ سورية – رأي عصام داري
لا أقصد من عنوان هذه الزاوية فيلم “الفخ” المصري الذي أخرجته ندى رياض،ولا الفيلم البريطاني الكندي الرائع الذي يحمل الاسم نفسه،وهو من إنتاج 1966،بل أقصد الفخ نفسه بكل ما للكلمة من معنى!.
وللإيضاح أقول:تصلني كل يوم العديد من أفلام الفيديو القصيرة التي تعلمنا كيف نصنع الفخاخ(حسب القواميس العربية وليس الأفخاخ) ..
إن كان بغرض اصطياد الحيوانات أو الطيور وحتى الأسماك،أو بغرض اصطياد “الإنسان”!وهل هناك من يصطاد الإنسان فعلاً؟.
نعم يا سادة يا كرام،فنحن نعيش في غابة كبيرة فيها الصيادون،وفيها الفرائس،ومعظم أبناء آدم يندرجون تحت قائمة الفرائس!.
لكن السؤال الذي أود طرحة هو:لماذا تقع الحيوانات والطيور والأسماك في الفخ دائماً ؟ وما هو السبب الذي يجعلها تقع في الفخاخ ؟.
كل الفخاخ كانت عبارة على إغراء الفرائس بطعام سهل المنال تحت مسمى”الطعم” وهذا الطعم يدفع الفريسة إلى دخول الفخ بملئ إرادتها،ربما أيضاً بدافع الجوع،والجوع كافر كما تعلمون.
كل ذلك لا غبار عليه،فالحيوانات تقع في الفخ لأنها لا تملك المحاكمة العقلية،مع أن بعض الحيوانات ذكية إلى الدرجة التي تكتشف الفخاخ ولا تقع فيها بسهولة،لكن ماذا عن الإنسان؟ولماذا يقع في الفخ؟وهل يقع في الفخ أصلاً؟.
لنسلم بأن الجوع هو الذي يدفع بمعظم الناس إلى الدخول في الفخ بإرادتهم،او رغماً عنهم،والفخاخ هنا كثيرة كأن يشتري بضاعة رخيصة الثمن لأن البائع سوقها للمستهلك بإعلان براق،
أو بتعداد مزاياها،أو لأن المشتري يريد أن يأكل حتى لو كانت البضاعة فاسدة،أليس هذا الخيار أفضل من التقاط بقايا الطعام من الحاويات !!
وهذا النوع من الحلول أفضل من سواه بكثير،فأن تأخذ بضاعة فاسدة،أو حتى أن تأكل من حاويات القمامة أفضل من اللجوء للسرقة والجريمة لسرقة الناس وسلبهم ما تبقى معهم من مال أو مصاغ،وسجل الجنائية آلاف الأمثلة.
ونحن نقع في فخ الحكومة عندما تدعي أن لا أزمات بعد اليوم،أو أنه لا نية لرفع أسعار المواد التموينية والنفطية والصيدلانية من أدوية ومشتقاتها!.
وباختصار شديد نحن كمواطنين وقعنا في الفخ مرة بعد الأخرى،وكلما نقول أننا تعلمنا من أخطائنا السابقة نكرر تلك الأخطاء ونقع مراراً في فخاخ الحكومة الرشيدة أدامها الله وساعدها في ابتكار فخاخ تسجل باسمها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ما يرفع اسم بلدنا عاليا بين الأمم والشعوب في عالم الاختراع والإبتكار!!.