هاشتاغ سوريا – إيفين دوبا
“إنه صبي!” بهذه العبارة أضاء أنس مروة نجل المسؤول السابق في ما يسمى “الائتلاف المعارض” هشام مروة، برج خليفة بدبي، ابتهاجاً بتحديد جنس المولود الذي ينتظره وزوجته أصالة، مقابل 95 ألف دولار.
الزوجان وهما يوتيوبر يبثان مقاطع فيديو من حساب يحمل اسم “أنسصالة” على يوتيوب، قاما مساء أمس بنشر، مقطع فيديو وهما بصحبة أصدقاء وأهل وزوار المنطقة، وهم ينظرون لواجهة البرج التي تزينت بالألوان ثم بدأ العد التنازلي لينتهي المقطع بأن ظهرت عبارة “إنه صبي”، الأمر الذي أشعل جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت يعاني فيه السوريون من حصار اقتصادي، وظروف معيشية صعبة سارع النشطاء إلى الربط بينها وبين ما شاهدوه في دقيقة ونصف كلفت مئات آلاف الدولارات.
آخرون سخروا من الفكرة إجمالاً، بصرف النظر عن جنسية من قام بها، ووصفوها ب”التفاهة” فماذا يعني أن يضاء برج خليفة اليوم من أجل تحديد جنس مولود، وهو الذي أضاء سابقاً لغايات إنسانية. فالعروض الضوئية الإعلانية هي أحد الأنشطة التي يقوم بها برج خليفة، مثلما أضيء بألوان العلم اللبناني في الرابع من آب للتعبير عن التضامن مع الشعب اللبناني بعد وقوع انفجارات متتالية، والذي أدى لوقوع مئات الضحايا بين قتلى ومصابين ومفقودين، وقبلها بألوان العلم المصري احتفالاً بذكرى ثورة 23 يوليو، وأيضاً في 24 آذار، للتنبيه إلى ضرورة البقاء في المنزل تحت شعار “خليك بالبيت” للتذكير بأهمية التباعد الاجتماعي والتزام الناس في المنزل للوقاية من عدوى كورونا. وتساءل أحدهم: ثم بعد كل ذلك يضاء من أجل تحديد جنس مولود.. وقال آخر: لقد حول ابن معارض سوري لا ينفك يتحدث عن معاناة الشعب وتضحياته برج خليفة إلى “إيكو” مقابل مئة ألف دولار.. لك الله يا سوري!
التفاعل لم يقف عند هذا الحد، إذ أثارت القصة لاحقاً موجة من السخرية على فيسبوك، وشارك محمد المشرقي صورة لمجمع يلبغا وسط دمشق مزين بالأضواء وعليه عبارة “إنه صبي” التي أضاء بها برج خليفة وكتب تعليقاً على الصورة: “زوج وزوجة يعلنان جنس مولودها على مجمع يلبغا بدمشق بتكلفة وصلت إلى ٩٥ الف ليرة”، في حين تساءل آخر عن “تكلفة معرفة جنس المولود على فندق المريدين بدمشق”. ورد أحد النشطاء بأن فنادق الثلاث نجوم تقدم عروضاً لكشف جنس الجنين تبدأ من 95 ليرة سورية وتخفيضات إذا كان المولود ذكر..
الناشطة “عبير محمد:” انتقدت فكرة الإعلان لمجرد أنه يكشف عن جنس مولود ذكر “ربما لو فتاة كانوا وضعوا علم حداد”، ورفضت التصديق بأن الزوجين لم يكونا على علم بما سيضيء به البرج، وذلك حسب ما نقلت مصادر وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الزوجان وضعا الظرف الخاص بتحديد الجنس لدى طرف ثالث، قام بتسليمه للشخص المسؤول عن تنفيذ الإعلان في البرج، ليكشف للزوجان ذلك بالإضاءة.
وشاركتها الرأي ريم سمان “لو كان المولود أنثى، لما دفعوا آلاف الدولار، عقلية ذكورية تحكمهم ولو عاشوا بهنولولو وليس بكندا”
وفي حين، استهجن كثيرون هذا التصرف، واعتبروه مبالغة وتبذيراً، وبين من اعتبر الحدث لا يقتضي كل هذه الضجة، وبين من رأى أنها فكرة جديدة، واعتبر البعض أن الإعلان برمته وفكرته وتكلفته ما هو إلا “لقمة مغمسة بدم الأطفال السوريين”، وأن هذا المبلغ يكفي لفتح مشاريع صغيرة لـ19 عائلة بمعدل 5 آلاف دولار لكل عائلة، لكن، معرفة جنس المولود أهم من إعانة فقراء البلد.. حسب قول أحدهم. وكتبت لوريان قديح:” شعوبنا غارقة بالمآسي والفقر والمرض، وهم يصرفون الآلاف من الدولارات إرضاءَ لذكورتهم”.
في الوقت نفسه، عادت المقارنات إلى منصات التواصل الاجتماعي، بين السوريين المتواجدين في الخارج والذي يصرفون مبالغ طائلة على أشياء لا قيمة لها مستهترين بمعاناة شعبهم في الداخل، وبين آخرين لم ينقطعوا يوماً عم مساعدة الشعب من الخارج، وهو أشعل صفحات “الفيسبوك” مجدداً، بالمقارنة بين صورة “أنس مروة”، وبين المغترب السوري “مزيد طالب”، والذي تبرع بميلغ 300 مليون ليرة تصرف على مبالغ بالدولار لدفعها في البنك وتسهيل عملية عودة السوريين الراغبين بالعودة للوطن، والذي لا يملكون مبلغ 100 دولار اشترطته الحكومة السورية للموافقة على العودة، وهذا الأمر، أثار العديد من الانتقادات خاصةً مع توافد صور السوريين العالقين على الحدود والذين لا يملكون 100 دولار للعودة إلى سورية.