هاشتاغ سوريا- وسام كنعان
بالتزامن مع عصر التهاوي السوري الذي نعيشه منذ قرابة عشر سنوات، تلاشت هيبة المسؤولين الحكوميين بشكل شبه كلّي! ومع وصول بعض الشخصيات المهزوزة لمواقع رفيعة، انحدرت القصة لمكان أكثر تهاوياً. ومنذ تشكيل الحكومة السورية الجديدة حتى اليوم، لم يهدأ الفايسبوك السوري الذي تحوّل إلى منصّة تلقّن بعض هؤلاء المسؤولين دروساً لن ينسوها! لكن أن يقول قائل بأنه لا جدوى من كلّ ذلك، سيكون الردّ عليه من رواد السوشال ميديا أنفسهم بالقول: إذا ابتلينا بالعمى فإننا نملك نعمة النطق، والصمت عن الحق هو امتثال لأخلاق الشياطين الخرس؟!
وفقاً لكلّ ذلك كان مستهجناً تصريح وزير التربية السوري الجديد دارم طبّاع في أوّل تداول إعلامي له، رداً على اقتراح عميد كليّة الطب الدكتور نبوغ العوّا، بتأجيل دوام الحلقة الأولى في المدراس، ومباشرة البقية، ومراقبة المنحنى البياني للإصابات، بوباء كورونا، على اعتبار أن الأطفال من بعد سن الرابعة يعتبرون ناقلين للمرض بشكل خطير، كونهم يصابون ولا تظهر عليهم أعراض!
فجاء الرد الأحجية من الوزير الجديد عندما قال: «نحترم رأي عميد كلية الطب، لكنّه لم يغلق الجامعة التي كان يشرف عليها ولا المستشفيات« التصريح وصفه السوريون بأنه هابط من كوكب جديد، لدجة لم يتم التعرف على جيناته حتى الآن! هكذا، شُرّح هذا التصريح مع صاحبه على صفحات الموقع الأزرق! إذ لم يبق أحد إلا تناوله بالسخرية، والتهكّم. بينهم مخرجون وكتابوإعلاميون وشخصيات عامة! تمنّى بعضهم لو تصريح عميد كلية الطب كان لمدير سجن عدرا مثلاً؟ لكن أبرز ما كتب كان على لسان السيناريست السوري عثمان جحى الذي كتب على صفحته الشخصية تعليقاً يقول فيه: «كنّا في الطب صرنا في البيطرة… الطب البشري في مواجهة الطب البيطري! هل سينتصر الإنسان» في إشارة لأن اختصاص وزير التربية الحالي هو الطب البيطري، وهو ما عرّضه لنوع من التنمّر عند استلامه المنصب، لكن الكثيرين وقفوا إلى جانبه إلى حين أطلق تصريحه الغريب فكان لابد من تذكيره، بأن مسؤولية الطلاب على المستوى الطبي تتعلّق بالطب البشري، كما أنه لم يسبق لمسؤول واحد في الكوكب أن قال أغلقوا المشافي؟!
الفايسبوك السوري لوزير التربية: كنّا في الطبّ صرنا في البيطرة؟!
مقالات ذات صلة