دفعت الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، وخصوصاً النقص الكبير في الأدوية والعلاجات الأساسية اللازمة.
كثيراً من المواطنين إلى ملء حقائبهم بالأدوية في طريق عودتهم لبيروت من الخارج، والتي أصبحت أكثر الهدايا قيمة في الوقت الحالي.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية لم يعد اللبنانيون العائدون إلى بلادهم يحملون الهدايا لأهاليهم ومعارفهم، بل يفضلون ملء حقائب سفرهم بأدوية لتوزيعها على أفراد عائلتهم وأصدقائهم الذين لا يجدون في صيدليات لبنان أياً منها.
تقول ليديا لـ”فرانس برس”: “حملت معي من كل شيء، أدوية مضادة للالتهابات، وأدوية ضغط وكوليسترول وسكري وباركنسون وسرطان، فضلاً عن الكثير من الأدوية المضادة للاكتئاب”.
من جهته، يقول أحمد لـ”فرانس برس” إنه يعاني من ارتفاع في الضغط ومرض السكري، ويجهد منذ أشهر ليجد علبة دواء واحدة على الأقل، حتى بات الأمر مستحيلاً”.
وبعدما اختفت أدويته من الأسواق حدّد له طبيبه أدوية بديلة عنها، لكن حتى هذه “لم يعد من الممكن إيجادها”.
أمام هذا الواقع، اضطر أحمد، الذي يعمل في موقف سيارات أحد مطاعم بيروت، إلى التوقف عن استهلاك الدواء لأسابيع، لكنه سرعان ما أصيب بنوبات ارتفاع حاد في الضغط.
وما كان منه إلا أن اتصل بأحد أقاربه في إسطنبول، وبصديق في الإمارات المتحدة، ليطلب منهما إرسال أدوية له مع معارف قادمين إلى لبنان.
ويقول: “نحن أمام خيار الموت، لأننا لا نجد الأدوية، لأنه لم يعد لدينا أموال بعدما صرفناها كلها على أدوية نشتريها من الخارج”.
ومنذ مطلع العام، يبحث اللبنانيون عبثاً عن أدويتهم في صيدليات نضبت محتوياتها تدريجياً. وينشر مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي يومياً أسماء أدوية يحتاجونها، وبات كثر يعتمدون على أصدقائهم وأفراد عائلاتهم في الخارج لتأمين أدويتهم، بأسعار مرتفعة جداً مقارنة مع السعر المحلي المدعوم.
واحتجاجاً على نقص الأدوية، بدأ تجمع أصحاب الصيدليات الجمعة إضراباً عاماً مفتوحاً، كما حذّرت نقابة مستوردي الأدوية من “نفاد” مخزونها من “مئات الأدوية الأساسية، التي تعالج أمراضاً مزمنة ومستعصية”.
ويأتي ذلك بعدما شرعت السلطات منذ أشهر في ترشيد أو رفع الدعم تدريجياً عن استيراد سلع رئيسية بينها الأدوية، وتسبب تأخر فتح اعتمادات للاستيراد بانقطاع عدد كبير في الأدوية، بينها حتى مسكنات الألم العادية وحليب الأطفال الرضّع.
ويطالب مصرف لبنان منذ أشهر وزارة الصحة بوضع جدول أولويات بالأدوية التي يجب مواصلة دعمها.
كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أعلن أنه سيسدّد “الاعتمادات والفواتير التي تتعلق بالأدوية، لاسيما أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، ضمن مبلغ لا يتعدى 400 مليون دولار”، يغطي “مستوردات أخرى بما فيها الطحين”.
إلا أنه بحسب نقابة مستوردي الأدوية لن يتخطى الجزء المخصص للأدوية 50 مليون دولار شهرياً، وهو ما يعادل نصف الفاتورة الاعتيادية.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
اقرأ المزيد:
الخبز ينضم إلى الأدوية: نقص المازوت يهدد لقمة أفقر اللبنانيين