في الوقت الذي تدخل فيه طرابلس، يومها الخامس من الاحتجاجات ضد سياسات الحكومة الاقتصادية ووباء فيروس كورونا، انتشرت أمس صور القادة السياسيين في البلاد وهم يرتدون ساعات فاخرة تقدر قيمتها بعدة آلاف من الدولارات على موقع تويتر ما أثار سخط و غضب اللبنانيين..
و شملت الصور وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل ووزير المالية السابق المعتمد علي حسن خليل، وكان على القائمة رئيس الوزراء اللبناني الثاني والثلاثون فؤاد السنيورة، وكذلك وزير الطاقة السابق ندى بستاني ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق ومحافظ البنك المركزي المسؤول الآن رياض سلامة.
وقاالت إحدى المغردات:” ضروري تكون الساعة غالية لأنو هني حريصين كثير على هدر الوقت في المعالجة ومكافحة الفساد”.
وتنتمي إحدى الساعات الأكثر تكلفة إلى وزير الدفاع السابق إلياس بو صعب، وتبلغ قيمة ساعته من Patek Philippe 185.582 دولار. كانت ساعة بستاني أيضًا من بين أغلى الساعات ، حيث ظهرت تغريدة عليها وهي ترتدي زوجًا يكلف، عند تجميعه حوالي 50 ألف دولار.
فيما غرد آخر :” لو بدكن تدقيق جنائي فتشولي كيف ندى عندا ساعات ب ٥٠ الف دولار” حسب تعبيره .
الأرقام المعروضة في الصور أذهلت الشعب اللبناني، الذي تعاني نسبة عالية منه الفقر و العوز، حيث أن لبنان يشهد إحدى أصعب الفترات منذ استقلاله.
بدوره هاشم دعى بتغريدته الوزيرة ندى البستاني للإجابة عن أسئلة المواطنين قائلا :” تفضلي معاليكي! من يتعاطى الشأن العام عليه أن يبرر أي مظاهر ثراء للشعب، خاصة إذا كان من المساهمين في تجويعه و سرقته و قتله و اتهامه بالعمالة و ادعاء العفة عند كل صياح للديك…تفضلي اعطينا من الآخر! من اين لك هذا؟؟
وفي ظل التأزم السياسي في لبنان، مع تعثر تشكيل الحكومة منذ أشهر وانسحاب الأزمة أخيراً إلى الشارع في عدة مناطق لبنانية، والتي أشعلت لهيب المظاهرات الأخيرة وتسببت بإصابة أكثر من مئتي شخص في مواجهات وقعت خلال الاحتجاجات بين متظاهرين وقوات الأمن، بحسب الصليب الأحمر اللبناني.
وقد زادت حدة الاحتجاجات بعد أن رفعت وزارة الاقتصاد اللبنانية سعر كيس الخبز بنسبة عشرين في المئة، وباتت معه السلطات عاجزة عن مواصلة دعم المواد الأساسية وسط أزمة معيشية خانقة فاقمتها تدابير الإغلاق بمواجهة كوفيد-19.
في سياق متصل، لم يستبعد خبراء أن يكون هناك من يحاول تحريك الخلايا النائمة للتنظيمات المتطرفة، و خصوصاُ بعد إعلان قيادة الجيش اللبناني مطلع الأسبوع الحالي عن توقيف 18 شخصاً ينضوون ضمن خلايا ترتبط بتنظيم “داعش”، و أن يستعيد”التنظيم” ‘ . الإرهابي نشاطه في لبنان
ويحذر الخبراء من استغلال الأحداث الأمنية بأعمال إرهابية تزيد الفوضى والتسيب في الشارع اللبناني، مشددين على ضرورة ضبط الأوضاع والتكاتف الشعبي مع القوى الأمنية لمنع حدوث أي فعل إرهابي بأي منطقة في البلاد عموماً.