شهد لبنان مساء الاثنين، تحركات احتجاجية رفضا للتدهور الاقتصادي والمعيشي، في ظل استمرار حظر التجول بسبب كورونا.
ولليوم الثالث على التوالي، انطلقت في مدينة طرابلس (شمالي البلاد) احتجاجات على الأوضاع الاقتصادية، رافضة لاستمرار الإقفال التام، وتخللها قطع طرق ومواجهات مع القوى الأمنية.
و كانت العاصمة بيروت شهدت في اليومين السابقين، مسيرات احتجاجية وسط المدينة، رفع المحتجون خلالها شعارات تحمّل الطبقة السياسية مسؤولية الانهيار الاقتصادي والمعيشي.
وأقدم المتظاهرون على قطع طريق رئيسي في العاصمة (جسر الرينغ) لنحو نصف ساعة، قبل أن يعاد فتحه، وسط حضور لعناصر قوى الأمن الداخلي، من دون وقوع أي مواجهات.
وفي طرابلس أمس، قام المحتجون برشق مبنى سرايا طرابلس الحكومي بالحجارة بشكل كثيف، احتجاجا على الإقفال العام ومحاضر الضبط التي تسطر بحق المخالفين، والأزمة الاقتصادية الخانقة؛ مما أدى إلى تضرر عدد من السيارات.
وشهدت المظاهرات مواجهات بين القوى الأمنية والمحتجين، واستخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع، في حين قام بعض المحتجين برشق عناصر الشرطة بالحجارة.
كما جابت مظاهرة شوارع مدينة صيدا (جنوبا)، وانتقد المحتجون قرارات السلطة وسياساتها التي “أوصلت البلد إلى الانهيار”. بحسب وسائل الإعلام اللبنانية.
ويوم الخميس، أعلنت الحكومة اللبنانية تمديد الإغلاق الكامل إلى الثامن من شباط/ فبراير المقبل، ضمن تدابير مواجهة كورونا، والتي تتضمن إغلاق المؤسسات والمحلات التجارية.
ويأتي تدهور سعر صرف الليرة، و سوء الأوضاع المعيسية، في وقت تعقد السلطات اجتماعات متلاحقة مع صندوق النقد الدولي أملا بالحصول على دعم مالي يضع حدا للأزمة المتفاقمة، في حين تقترب الليرة من خسارة نحو سبعين في المئة من قيمتها منذ الخريف.
وإزاء التدهور المتسارع لليرة اللبنانية أمام الدولار، نظمت مظاهرات ضد السلطات اللبنانية، و تعاملها مع الأوضاع الاقتصادية بطريقة غير مسؤولة، تخللها قطع للطرق في مناطق لبنانية عدة. وتجمع عشرات المتظاهرين وفق ما أفادت به وسائل إعلام لبنانية..
وكشفت تقارير إعلامية، أن مدينة طرابلس شهدت احتجاجات عنيفة ومواجهات حادة لليوم الثاني على التوالى بين المتظاهرين الذين يرفضون تمديد حالة الإغلاق العام الشامل التي تستهدف كبح تفشي وباء كورونا الذي أدى لتدهور الأوضاع الاقتصادية.
من جانبها أكدت مصاد الوكالة الوطنية للإعلام، إصابة 31 عسكرياً بجروح مختلفة ورضوض، جراء تعرضهم للاعتداء والرشق بالحجارة وقنابل المولوتوف والمفرقعات النارية من قبل عدد من المحتجين ، كما تضررت آليات عسكرية وعتاد، وقد تم توقيف خمسة أشخاص لإقدامهم على التعدي على الأملاك العامة والخاصة وافتعال أعمال شغب والتعرض للقوى الأمنية.
و أقدم عدد من المحتجين اليوم، على اقفال طريق دير زنون رياق بالاطارات المشتعلة. أما طريق سعدنايل تعلبايا فما زالت مقطوعة ببلوكات اسمنتية، وقد جرى تحويل السير الى الطرق الفرعية.
ونظم “حراك النبطية” ظهر اليوم، تحركا احتجاجيا امام خيمته قرب السرايا للمطالبة بحقوقهم تحت شعار “من حقي عيش بكرامة”، تضامنا مع “حراك طرابلس”. وحمل المحتجون الاعلام اللبنانية وبثت الأناشيد الحماسية من مكبرات للصوت وسط اجراءات أمنية اتخذتها عناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي.
وحاول عدد من المحتجين اقفال الشارع العام قرب السرايا، عملت عناصر قوى الامن الداخلي على منعهم، ثم انطلقوا في مسيرة باتجاه تمثال الصباح عند المدخل الشمالي للنبطية.
من جهتها،أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، تسجيل 3505 إصابات جديدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) خلال الـ(24) ساعة الماضية، ليرتفع بذلك إجمالي عدد المصابين بالوباء في عموم لبنان إلى 285 ألفا و754 إصابة ثبتت من خلال الفحوص المخبرية (بي سي آر) التي أجريت في المستشفيات الجامعية اللبنانية والمختبرات الخاصة المعتمدة ومطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
وأشارت الوزارة – في بيان لها – إلى تسجيل 73 حالة وفاة جديدة خلال الـ(24) ساعة الماضية ليرتفع بذلك عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في لبنان إلى 2477 حالة، في حين يرقد 937 شخصا في وحدات العناية المركزة، إلى جانب 312 شخصا على أجهزة التنفس الصناعي في المستشفيات.
وذكرت الوزارة أن عدد الفحوصات المخبرية التي أجريت على مدى الساعات الـ 24 الماضية للكشف عن الإصابة بالفيروس بلغ 18665 فحصا تشمل المقيمين داخل لبنان والوافدين عبر المطار.